فصل: قال ابن جني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وما قتلوه} تام إن جعل {يقينًا} متعلقًا بما بعده كما تقدم أي بل رفعه الله إليه يقينًا وإلاَّ فليس بوقف.
{بل رفعه الله إليه} كاف ومثله: {حكيما}.
{قبل موته} جائز لأنَّ قوله ويوم القيامة ظرف كونه شهيد إلاَّ ظرف إيمانهم قالوا وللاستئناف والضمير في به وفي موته لعيسى وقيل إنه في به لعيسى وفي موته للكتابي قالوا وليس بموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ويعلم أنّه نبي ولكن ذلك عند المعاينة والغرغرة فهو إيمان لا ينفعه.
{شهيدا} كاف ولا وقف من قوله فبظلم إلى قوله بالباطل فلا يوقف على أحلت لهم لاتساق ما بعده على ما قبله ولا على كثيرًا ولا على نهوا عنه.
{بالباطل} حسن.
{أليما} تام وقال بعضهم ليس بعد قوله فبما نقضهم وقف تام إلى أليما على تفصيل في لكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء كما هنا وإذا تلاها مفرد فلا يصلح الابتداء بها.
{من قبلك} حسن إن نصب ما بعده على المدح أي أمدح المقيمين وإنما قطعت هذه الصفة عن بقية الصفات لبيان فضل الصلاة على غيرها وهو قول سيبويه والمحققين وليس بوقف إن عطف على بما أنزل إليك أي يؤمنون بالكتب وبالمقيمين أو عطف على ما من قوله وما أنزل من قبلك فإنها في موضع جر أو عطف على الضمير في منهم.
{والمقيمين الصلاة} حسن على استئناف ما بعد بالابتداء والخبر فيما بعده أو جعل خبر مبتدأ محذوف أي هم المؤتون وليس بوقف إن عطف على الراسخون.
{واليوم الآخر} كاف إن جعل أولئك مبتدأ وخبر وليس بوقف إن جعل خبر الراسخون.
{أجرًا عظيما} تام.
{من بعده} كاف وتام عند نافع.
{وسليمان} حسن ومثله {زبورًا} إن نصب {رسلًا} بإضمار فعل يفسره ما بعده أي قصصنا رسلًا عليك أي قصصنا أخبارهم فهو على حذف مضاف فهو من باب الاشتغال وجملة قد قصصناهم مفسرة لذلك الفعل المحذوف وليس بوقف إن عطف على معنى ما قبله لأنَّ معناه إنا أوحينا إليك وبعثنا رسلًا وقرأ الجمهور {زبورًا} بفتح الزاي جمع جمع لأنك تجمع زبورًا زبرًا ثم تجمع زبرًا زبورًا وقرأ حمزة بضم الزاي جمع زبر وهو الكتاب يعني أنه في الأصل مصدر على فعل جمع على فعول نحو فلس وفلوس فهو مصدر واقع موقع المفعول به وقيل على قراءة العامة جمع زبور على حذف الزوائد يعني حذفت الواو منه فصار زبر كما قالوا ضرب الأمير ونسج اليمن قاله أبو علي الفارسي.
{عليك} حسن ومثله {تكليمًا} إن نصب {رسلًا} على المدح وليس بوقف إن نصب ذلك على الحال من مفعول أو حينًا أو بدلًا من رسله قبله لأنه تابع لهم ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
{بعد الرسل} كاف.
{حكيما} تام لأنَّ لكن إذا كان بعدها ما يصلح جملة صلح الابتداء بما بعدها كذا قيل.
{بعلمه} صالح لأنَّ ما بعده يصلح أن يكون مبتدأ وحالًا مع اتحاد المقصود.
{يشهدون} حسن.
{شهيدًا} تام.
{بعيدًا} كاف.
{طريقًا} ليس بوقف إن أريد بالطريق الأولى العموم وكان استثناء متصلًا وإن أريد بها شيأً خاصًا وهو العمل الصالح كان منقطعًا.
{أبدًا} كاف.
{يسيرًا} تام للابتداء بعد بالنداء.
{خيرًا لكم} حسن.
{والأرض} كاف.
{حكيمًا} تام.
{إلاَّ الحق} كاف.
{رسول الله} حسن.
{وكلمته} أحسن مما قبله إن عطف {وروح منه} على الضمير المرفوع في ألقاها وليس بوقف إن جعل ألقاها نعتًا لقوله وكلمته وهي معرفة والجملة في تأويل النكرة وفي موضع الحال من الهاء المجرورة والعامل فيها معنى الإضافة أي وكلمة الله ملقيًا إياها وقيل ألقاها لا يصلح نعتًا لكلمه لما ذكر ولا حالًا لعدم العامل فكان استئنافًا مع أنَّ الكلام متحد زمن غريب ما يحكى أن بعض النصارى ناظر عليّ بن الحسين بن واقد المروزي وقال في كتاب الله ما يشهد أنَّ عيسى جزء من الله وتلا وروح منه فعارضه ابن واقد بقوله وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه وقال يلزم أن تكون تلك الأشياء جزأ من الله تعالى وهو محال بالاتفاق فانقطع النصراني وأسلم وروي عن أبيّ بن كعب أنه قال لما خلق الله أرواح بني آدم أخذ عليهم الميثاق ثم ردها إلى صلب آدم وأمسك عنده روح عيسى فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم فكان منه عيسى فلهذا قال وروح منه ومعنى كون عيسى روح الله أنَّ جبريل نفخ في درع مريم بأمر الله وإنَّما سمى النفخ روحًا لأنَّه ريح يخرج عن الروح قاله بعض المفسرين أوانه ذو روح وأضيف إلى الله تشريفًا.
{وروح منه} تام لأنه آخر القصة.
{فآمنوا بالله ورسله} جائز ومثله {ثلاثة} أي هم ثلاثة فالنصارى زعموا أن الأب إله والابن إله والروح إله والكل إله واحد وهذا معلوم البطلان ببديهة العقل أنَّ الثلاثة لا تكون واحدًا وأنَّ الواحد لا يكون ثلاثة.
{خيرًا لكم} حسن وقيل كاف وقيل تام.
{إله واحد} حسن ووقف نافع على سبحانه وخولف في ذلك لأنَّ أن متعلقة بما قبلها.
{ولد} تام ولا يجوز وصله بما بعده لأنه لو وصله لصار صفة له فكان المنفي ولدًا موصوفًا بأنه يملك السموات والأرض والمراد نفي الولد مطلقًا.
{وما في الأرض} كاف.
{وكيلًا} تام.
{المقربون} كاف للشرط بعده.
{جميعًا} تام.
{من فضله} كاف.
{عذابًا أليمًا} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله.
{ولا نصيرًا} تام وكذا {مبينًا} ولا وقف من قوله: {فأما الذين} إلى {مستقيمًا} فلا يوقف على {واعتصموا به} ولا على {وفضل} لاتساق ما بعدهما على ما قبلهما.
{مستقيمًا} تام.
{في الكلالة} كاف على استئناف ما بعده لأنَّ في الكلالة متعلق بيفتيكم وهو من أعمال الثاني لأنَّ في الكلالة يطلبها يستفتونك ويفتيكم فاعمل الثاني ووسم الهمداني يستفتونك بالحسن تبعًا لبعضهم تقليدًا ولم يدعمه بنقل يبين حسنه ومقتضى قواعد هذا الفن إنه لا يجوز لأنَّ جهتي الأعمال مثبتة إحداهما بالأخرى فلو قلت ضربني زيد وسكت ثم قلت وضربت زيدًا لم يجز ونظيره في شدة التعلق قوله تعالى: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا}، {آتوني أفرغ عليه قطر} فقطرًا منصوب بأفرغ على إعمال الثاني إذ تنازعه آتوني وأفرغ {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله} فيستغفر مجزوم على جواب الأمر ورسول الله يطلبه عاملان أحدهما يستغفر والآخر تعالوا فأعمل الثاني عند البصريين ولذلك رفعه ولو أعمل الأول لكان التركيب تعالوا يستغفر لكم إلى رسول الله. اهـ. أبو حيان بزيادة للإيضاح وهذا غاية في بيان ترك هذا الوقف ولله الحمد.
{نصف ما ترك} كاف لأنَّ ما بعده مبتدأ.
{إن لم يكن لها ولد} حسن.
{مما ترك} كاف للابتداء بالشرط بحكم جامع للصنفين.
{الأنثيين} حسن.
{أن تضلوا} كاف ووقف يعقوب على قوله يبين الله لكم وخولف في ذلك لأنَّ أن متعلقة بما قبلها على قول الجماعة وحمله البصريون على حذف مضاف أي يبين الله لكم كراهة أن تضلوا وحمله الكوفيون على حذف لا بعد أن أي لئلاَّ تضلوا ونظيرها إنَّ الله يمسك السموات والأرض أن تزولا أي لئلاَّ تزولا فحذفوا إلاَّ بعد أن وحذفها شائع ذائع قال الشاعر:
رأينا ما رأى البصراء منها ** فآلينا عليها إن تباعا

أي إنَّ لا تباعًا وقيل مفعول البيان محذوف أي يبين الله لكم الضلالة لتجتنبوها لأنه إذا بين الشر اجتنب وإذا بين الخير ارتكب فالوقف على هذه الأقوال كلها على قوله: {أن تضلوا}.
وعلى آخر السورة تام ورسموا إن امرؤا بواو وألف ومثله الربوا حيث وقع كما مر التنبيه عليه. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة النساء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من ذلك قراءة أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد: {الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامُ} رفعًا، قراءة ثالثة.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون رفعه على الابتداء وخبره محذوف؛ أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه، وأن تحتاطوا لأنفسكم فيه، وحسن رفعه لأنه أوكد في معناه، ألا ترى أنك إذا قلت: ضربت زيدًا، فزيد فضلة على الجملة، وإنما ذكر فيه مرة واحدة، وإذا قلت: زيد ضربته، فزيد رب الجملة، فلا يمكن حذفه كما يحذف المفعول على أنه نيِّف وفضلة بعد استقلال الجملة؟ نعم، ولزيد فيها ذكران:
أحدهما: اسمه الظاهر، والآخر: ضميره وهو الهاء. ولما كانت الأرحام فيما يُعنى به ويُقَوَّى الأمر في مراعاته؛ جاءت بلفظ المبتدأ الذي هو أقوى من المفعول.
وإذا نُصبت الأرحام أو جُرت فهي فضلة، والفضلة متعرضة للحذف والبِذْلة.
فإن قلت: فقد حُذف خبر الأرحام أيضًا على قولك، وقيل: أجل؛ ولكنه لم يحذف إلا بعد العلم به، ولو قد حُذفت الأرحام منصوبة أو مجرورة فقلت: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} لم يكن في الكلام دليل على الأرحام أنها مرادة أو مقدرة، وكلما قويت الدلالة على المحذوف كان حذفه أسوغ، ونحو من رفع الأرحام هنا بعد النصب والجر قول الفرزدق:
يأيها المشتكي عُكْلًا وما جَرَمت ** إلى القبائل من قتل وإبآسُ

إنا كلك إذ كانت هَمرَّجةٌ ** نَسْبِي ونَقْتُل حتى يُسْلمَ الناس

أي: من قتل وإبآس أيضًا كذلك، فقوَّى لفظه بالرفع؛ لأنه أذهب في شكواه إياه، وعليه أيضًا قوله:
إلا مُسْحَتا أو مُجَلَّف

فيمن قال: أراد أو مجلَّف كذاك.
ومَن حمله على المعنى فرفعه وقال: إذا لم يَدَع إلا مسحتا فقد بقي المسحت وبقي أيضًا المجلَّف، سلك فيه غير الأول.
ومن ذلك ما رواه المفضل عن الأعمش عن يحيى وإبراهيم وأصحابه: {ألا تَقْسِطُوا} بفتح التاء.
قال ابن مجاهد: ولا أصل له.
قال أبو الفتح: هذا الذي أنكره ابن مجاهد مستقيم غير منكر؛ وذلك على زيادة لا، حتى كأنه قال: وإن خفتم أن تَقْسطوا في اليتامى؛ أي: تجوروا. يقال: قسط: إذا جاز، وأقسط: إذا عدل. قال الله جل وعلا: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا}، وزيادة لا قد شاعت عنهم واتسعت، منه قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}، وقوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ}، فيمن ذهب إلى زيادة لا، وقال: معناه: وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون، وعليه قول الراجز:
وما ألوم البِيضَ ألَّا تَسْخَرَا ** إذا رأين الشَّمَطَ القَفَنْدَرا

أي: أن تسخر، والأمر فيه أوسع، فبهذا يعلم صحة هذه القراءة.
ومن ذلك ما رواه الأعمش عن يحيى بن وثاب والمغيرة عن إبراهيم قراءتهما: وَرُبَعَ مرتفعة الراء، منتصبة العين بغير ألف.